مدعوم من google

الاثنين، 26 سبتمبر 2011

برقش بين التفاؤل والاجماع


برقــــــــش([1]) 
                      بين التفاؤل والإجماع                                     

حلمي درادكه وعامر درادكه                                                                              
تقع برقش في الجهة الشمالية الغربية من المملكة الأردنية الهاشمية, التابعة إداريا وجغرافيا لمحافظة اربد، في منطقة الكورة - أحد ألوية المحافظة- حيث تقع في الجزء الجنوبي الغربي من المحافظة. وبمحاذاة وادي (نهر) الأردن من الجهة الشرقية, ويحدها شمالاً مدينة دير أبي سعيد مركز لواء الكورة وقرية كفر راكب الأقرب إليها من جهة الكورة, ويحدها غرباً لواء الأغوار الشمالية وطبقة فحل الأثرية, وحمه أبو ذابلة والقرى الأقرب إليها من جهة الغرب عرجان وراسون وجديتا فجزئها من لواء الكورة والأخر من جهة لواء منطقة العيون محافظة عجلون. ويحدها جنوباً محافظة عجلون، والأقرب إليها من قرى المحافظة قرية صنعار والمرجم وأم الينابيع, وشرقاً لواء المزار الشمالي - وهو لواء يقع غرب محافظة اربد - والأقرب لها من القرى قرية زوبيا التي تقع على حدها مباشرة ورحابا.

تبعد برقش عن مركز اللواء(6) كيلو وعن مركز محافظة اربد (34) كيلو، ويخترق غاباتها طريق سياحي معبد يتفرع من طريق عجلون اربد, عبر بلدتي رحابا وزوبيا, باتجاه طبقة فحل، مرورا ببلدة كفر راكب.
ذكرت برقش في المعاجم اللغوية بمعاني كثيرة فمنها؛ الذي يدل ويرمز على التلون والجمال والطبيعة الساحرة، كأنها الثوب المطرز على يد امهر بنات الأردن بألوانه وجماله الأخاذ، فقال ابن منظور: (برقش) بَرْقَشَ الرجلُ بَرْقَشَةً، وَلَّى هارباً؛ أي تلون بالألوان مختلفة ليتمكن من الاختفاء والتمويه والتمكن من الهرب، وتَبَرْقَشت البلاد؛ تَزَيَّنت وتلوّنت، وأَصله من أَبي بَراقَشَ؛ بمعنى برقش الربيع الأرض بأنواع الأزهار، كما ذكر الدكتور احمد مختار عمر،  وقيل في الشعر للخنساء:-
تَطِيرُ حَواليَّ البِلادُ بَرَاقِشاً ... بأَرْوَعَ طَلاَّبِ التِّرَاتِ مُطَلِّبِ  
بمعنى الأرض المملوءة بالأزهار والتبرقش التلون، وهذا الجمال الإلهي يبعث في النفس الراحة والفرح والسرور.
وفي موضع أخر قصد بها الكلبة براقش التي كانت أوف من أهلها؛ وهي تحكي قصة في تاريخ العرب القديم في اليمن عن قوم أغاروا على قوم إخوانا لهم فهربوا واختبئوا خوفا منهم، ولكن كلبتهم دلت عليهم؛ بنباحها، فقتل القوم ومعهم الكلبة، فقالت العرب: "وجنت على نفسها براقش".

وساق ياقوت معناً أخر وهو نوع من أنواع السمك، رغم انه ذكر برقشة؛ بالتلون واختلاف الألوان والتفرق. وغيرها كثير، فصلها ابن منظور في كتابه لسان العرب.
والمتأمل للطبيعة المنطقة التي يطلق عليها برقش من القراءة أو الزيارة  أو انه سمع عنها، يعرف أنها عبارة عن منطقة جبلية، تكسوها الأشجار المعمرة من البلوط والزعرور والخروب وغيرها وأنواع الزهر والورود المختلفة، فوصف برقش السابق لا ينطبق عليها من المعاني إلا إنها الأرض المتلونة أو ذات الثواب المطرز لطبيعتها الساحرة.
تأسيسا على ما سبق, حاول أعضاء تجمع أحرار برقش أن يبحثوا عن تسمية تقف من الجميع على مسافة واحدة؛ بحيث تكون بعيدة كل البعد عن التحيز والتعصب أو التقليد وذلك بإطلاق أسماء قد استهلكت في العديد من التجمعات والتنظيمات الشبابية، على اثر الربيع العربي وحركات الانفصال عن السلطة ورفض الظلم والاستعباد والاستبداد؛ فذهب الموقف الأول، إلى اقتراح أسماء من رحم البيئة الشعبية؛ تجعلها قريبة من النفس وسهلة في التداول، بما تقدمه من شحن عاطفية عالية، مما يؤهلها إلى أن تشد القارئ إلى حب التعرف على هذا الاسم أو هؤلاء الجماعة؛ واتجه الموقف الثاني في تسميته، إلى استدعاء أسماء من عالم الفكر والنقد والتأويل وانطلاق العقل مبررين ذلك بان التجمع قام في أساسه على أفكار التقدم والوعي والعقلانية الإيمانية؛ وأراد الموقف الثالث، أن يكون الاسم للعشيرة أو للبلد مبررين ذلك بإشعار السلطة السياسية في البلد أن أطراف البلد البعيدة عن دائرة الضوء واعية تماما لمظاهر التخلف والفساد، وأنها قادرة على المشاركة في اذكاء الحراك الشعبي المنادي بالإصلاح؛ و اتجه موقف رابع  المعارض لإطلاق اسما يرمز إلى العشيرة أو البلد لأنه قد يفهم بقصد أو غير قصد انه تجمع يقوم على العنصرية، رغم تأكيده على ما برره أصحاب هذا التوجه في التسمية, كما عارض الموقف الرابع، اختيار اسما من رحم عالم الفكر والثقافة رغم منطقيته، مبررا رفضه؛ بان هذه الأسماء أصبحت أسماء تقليدية مستهلكة بكثرة حتى فقدت أو كادت تفقد دلالاتها وتأثيرها، وكذلك امتد الموقف الرابع في اعتراضه على استخدام أسماء شعبية بسبب الإسراف في استخدامها في الأردن وذلك بإطلاقها على العديد من المواقع الالكترونية والحركات الشبابية، مما يجعل أعضاء التجمع مقلدين و ليس مجددين كما يأملون، فساد اتجاه عام إلى ضرورة إطلاق رمز من رموز الوطن - أردننا الحبيب-كأسماً للتجمع لا ينسب إلى بلد بعينها، ولا إلى جماعة بعينها، بل يرمز إلى ما ترمز إليه طبيعة منطقة برقش الخلابة؛ المتسامحة و الانفتاح على الآخرين, إلى تحطيم التفكير المتسلط والمتشنج, إلى كسر قيد الخوف, إلى بناء العقل الناقد, إلى التطلع ببناء مستقبل أفضل تحكمه الحرية والعدالة والمدنية والقانون، فقرر أعضاء التجمع بالإجماع اطلاق تسمية تجمع أحرار برقش.

والله ولي التوفيق.

                                                          تجمع أحرار برقش
مدونة تجمع احرار برقش
قروب

بتاريخ 25/9/2011م


([1]) انظر إلى كل منها:-
o    لسان العرب : ابن منظور، جـ6، ص265-266.
o    معجم البلدان: ياقوت الحموي، جـ1، ص364.
o    معجم اللغة العربية المعاصرة: د.احمد مختار عبد الحميد عمر، جـ1، 2008م، ص193.
o    برقش: محمد مطلق الزعبي، مقال منشور في وكالة سرايا الإخبارية، موقع http://www.sarayanews.com/object-article/view/id/77242

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارجو من المشاركين الابتعاد عن اللفاظ التي قد تثير التحفظ، وتقديم الطرح بنقد بناء وموضوعية جدية، لنكون خدميين للحقيقة، وشكرا للمساعدة.